شورا
أمضى جندي الاحتياط والكاتب المسرحي روعي يوسف ستين يومًا في معسكر “شورا” في مكان ما في وسط البلاد. وبعد ستين يومًا، كان منهمكًا في واحدة من أعقد المهام التي يعرفها العقل البشري، وهي التعرف على ضحايا المجزرة. لعدة ساعات كل يوم، كان روعي والجنود الآخرون الذين تم تجنيدهم للمهمة يبحثون عن علامة تعريف من شأنها أن تسهل تحديد الهوية وتسمح بالدفن. وفي نفس الوقت فتح روعي جهاز الكمبيوتر وكتب. لقد كتب ما رآه وسمعه واختبره: الأفكار واللحظات التي تكشفت أمام عينيه، ونسخ دقيق لما قيل من حوله ومقابلات عفوية مع الرجال والنساء الذين كانوا هناك.
“شورا” هو تَمعُّن عميق وشاعري وصادق وأحياناً يَضحك على الصعوبة التي نجد أنفسنا فيها جميعًا. يدرك “شورا” أنه لكي تدفن شيئاً عليك أن تعرف ما هو. إنّ “شورا” هو محاولة شجاعة ومكشوفة للسماح لنا جميعًا بفهم ما كان هناك، وربما، في النهاية، لوضعه في مكانه الصحيح.