الحقل
متى تسنّى لنا أن نتوقف، مؤخّرًا، وننظر إلى الأشياء، إلى التحرّكات والتفاعلات التي تركّب شارعًا مزدحمًا؟ إلى أين نحوّل نظرنا عندما نعبر الحيّز أو الفضاء العام؟ ما هي الأحداث التي تدفعنا إلى التريّث قليلًا والتركيز في موقف محدّد، في الحركة الدائمة للمدينة؟
يستمر مسرح “كليپا” المخضرم في توسيع حدود المحيط، فيعود إلى مهرجان إسرائيل للمرة الثامنة، لإجراء دراسة جذريّة عن العلاقات بين جمهور المشاهد والممثّلين، ولفحص المجالات الاجتماعية والسياسية التي يجري فيها العمل الفني.
الحقل هو عرض يتطرّق إلى الخيال، التأويل والشكوك، ويسعى إلى خلق استثناءات صغيرة في الواقع المدني المألوف. نحن مدعوّون للوقوف على رأس شرفة عالية وبعيدة، للنظر إلى خط التماس بين شارع يافا والشوارع التي تمتد على طول جدران المدينة القديمة؛ في حين أن أعضاء المسرح يندمجون في المشهد الضخم، ويصبحون جزءًا من السلوك الذي يميّز الشفق في كل يوم. ومع ذلك، رغم السلوك الذي يبدو روتينيًا، في الحقل/الحيّز المدني للأنشطة اليوميّة، سيتم تلوين الأنشطة البسيطة بلون مختلف لتتغيّر بذلك نظرتنا للأمور، حيث يلفتون انتباهنا من وجهة نظرنا كمشاهدين، من خلال توقّع حدوث أمر ما.
لا يتم بناء سرد الحقل فقط من الفعاليات المختلفة للممثّلين؛ يحدث هذا السرد في خيال كل مشاهد من الحضور، ويتجزّأ إلى روايات مختلفة لا تُعدّ ولا تُحصى. في هذا العرض الذي هو في الواقع عبارة عن دعوة لتجربة شخصية للمشاهدين، ستطفو أسئلة ترتبط بعضها بتفسيرات وتأويلات فردية للأداء، بعضها يتعلق بأبعاد القلق والشك، وربما حتى اللّا-مبالاة التي تنشأ لدينا عندما ننظر إلى بيئة حضريّة/مدنيّة مشحونة.