Suddenly Everywhere is Black with People
عمل محفّز يحوّل ويقلب دواخلنا، ويثير تساؤلات تطفو حول أوضاع التمثيل، الثقة والعرض.
Theatre Journal, 2015
في العمل الذي عُرض لأول مرّة في مهرجان بلجيكا Kunstenfestival، وحظي بثناء وإطراءات من جانب الجمهور ووسائل الإعلام، تمّت دراسة مسألة العيش معًا في مجتمع بشري.
في عرض المنتج ومصمّم الرقص البرازيلي المخضرم، مارسيلو إڤلين، Suddenly Everywhere is Black with People، نلمس تأثّر إڤلين البارز جدًا من كتاب “الجماهير والسلطة” للكاتب إلياس كانيتي الحاصل على جائزة نوبل للأدب، الذي درس من خلاله ظاهرة المجتمع البشري – خصائصه وأنواعه والقوى التي تؤدّي إلى تكوينه وتفكّكه.
يشارك خمسة فنّانين مَطليّين باللون الأسود، من أخمص القدمين حتى أعلى الرأس، فضاء المساحة مع الجمهور. يتحرّكون معًا كجسد بشري واحد، يجبرون المشاهدين مرّة تلوَ أخرى على إعادة تموضع أنفسهم في الفضاء، وبطريقة مثيرة، يتحوّل تصميم الرقصات من سيطرة الراقصين إلى سيطرة الجمهور.
في فضاء مساحة سوداء، مُحاطة بعُصبة من أضواء النيون البيضاء، يواجهنا إڤلين مع واحدة من أعظم المخاوف البشرية – الخوف من الآخر والمجهول. وسط الظلمة والنور، حَشدُ الممثلين من قبل إڤلين يختفي ويظهر، يعانق ويفترق، والأشكال الجديدة التي يرتديها تتطلّب من الجمهور الديناميكيّة والتوجيه، طالبةً منه المواجهة غير العنيفة في العلاقة مع الآخر.
Suddenly Everywhere is Black with People دعوة لا تقاوم لرؤية الجسد كميدان مفتوح ذو إمكانات هائلة يمكننا من خلاله أن نسمح لأنفسنا بالانصياع إلى حركة الجماهير، والتحوّل إلى “آخر”، التواصل معه، الولوج إلى داخله، الاندماج معه وسدّ الفجوات التي نصرّ على اختلاقها بيننا وبينه.