الإجلاء
يحدث إجلاء ما كل يوم تقريبًا. عمليّات إجلاء على خلفيّة اقتصاديّة، أمنيّة، جنائيّة أو سياسيّة. عمليّات إجلاء مُعلَن عنها وموثّقة وعمليّات إجلاء خفيّة ساكنة تحدث ليلاً. في جميع الأحوال، إنّها مجموعة تقف في مواجهة الرأسماليّة والقوميّة. أشخاص يفقدون منازلهم.
يتطلّب الإجلاء إلى التوقّف والتأمّل بهذه اللحظة الحرجة، عندما ترفض مجموعة من الناس إجلاء المبنى، وتصل قوة سياسية لإخلائه من ساكنيه. هذا اللقاء العنيف والقاسي يطوي بداخله طبقات متراكمة من عدم العدالة والظلم والقمع والغضب والألم واللّا-مبالاة. بالنسبة للمجموعة المعتكفة، هذا هو وقت التضامن والعمل الجماعي الذي له القدرة على تكوين أشكال جديدة من المقاومة وتمكينها وخلقها. ويعتبر هذا، دائمًا، مجرّد غيض من فيض للظواهر والسياسات الاقتصادية والماليّة والأنظمة السياسيّة والتنظيمات الأكبر من ذلك بكثير.
من خلال تشكيلات وتركيبات حركيّة، فن العمّارة، الڤيديو، الموسيقى والصوت الوثائقي، نحاول إحياء وتوثيق لحظات إجلاء وفق مكيال 1:1. نعرض أمام الجمهور الإجلاء بفنّ راقص – سواء من جانب المعتكفين أو من جانب قوى الإجلاء. كيف يتمّ تحريك وتسيير الدولة، وكيف يتم الحفاظ على “البيت” وحراسته.
يكشف الإخلاء عن آليات تنفيذ الإخلاء، وعن التجارب الجماعيّة الماضية من عمليّات الإخلاء السابقة والتي تطفو على السطح، وتتطلّب التطلّع والاستعداد جيّدًا إلى عمليّات الإخلاء الآتية. العمليّات التي تعرضها تكشف لحظات الاستعداد، والأدوات والوسائل المتاحة أمام جميع الأطراف، والتقنيات المتوفرة التي يجب تعلمها ومعرفتها، وما يتم القيام به نيابةً عنّا من قبل الهيئات التي تجسّد القانون، والطرق التي يمكن من خلالها تشكيل مجموعة معارضة، وأن نذكّر بأن اللقاء البشري في الحيّز العام له تأثير عظيم، ثوريّ (راديكاليّ) وضروريّ.