ليل الأخلاد
“أخلاد كين تحفر المسرح وتربطه مع أعماق البشرية”
بعد أن عرض سوداوية التّنانين في مهرجان إسرائيل 2016، يعود فيليپ كين إلى المهرجان، وهذه المرة مع ليل الأخلاد. بلغته المسرحية الصوتية – المرئية يخلق كين عالمًا مسلّيًا ومضلّلًا تحت الأرض وفي اللّا-وعي، تعيش فيه عائلة من الأخلاد الضخمة والتي هي أيضًا عبارة عن فرقة روك.
صورة المنظر الرائعة التي تمتد على المنصة تحوّل المسرح إلى مغارة ضخمة تحمل معانٍ رمزية وأسطورية – عالم صغير وخيالي مفتوح للخيال ويتيح أمامنا إمكانية الغوص في الحلم، إلّا أنه في الوقت ذاته يطرح مجالًا للتفكير بخصوص الجوانب المظلمة والسرّية للكون البشري. المغارة، والتي هي عبارة عن موقع فنّي بحدّ ذاتها، تمثّل كل المغارات – مغارة ما قبل التاريخ، المغارة الأفلاطونية، مغارة المخبأ والمخبأ النووي – وتدير فيه الأخلاد نمط حياة تمثيلي وساحر تختلط به الكثير من الأحزان والشعور بالوحدة.
ليل الأخلاد هو رحلة غفران ليليّة ملتوية تكشف عن فلسفة بيئية جديدة والتي يتواجد بها الپلاستيكي والعضوي جنبًا إلى جنب. بالنسبة لأخلاد كين يبدو أنّ المصيبة العظمى قد وقعت. على أنغام حفلة الروك الموسيقية يبدأ كل شيء من جديد، وفي أدنى مكان في العالم لم يبقَ لنا إلّا أن نحتفل معها بتفجّر الرغبات والغرائز في حفلة الروك الأولى، وربما الأخيرة، في الكوْن الجديد.
في العقدين الأخيرين يعتبر كين أحد المؤلّفين الأكثر إنتاجًا في أوروبا، ويدير منذ عام 2014 مسرح Nanterre Amandiers في فرنسا. في إطار عملية الإنتاج التي تميّزه فإنّه يتأمل في ظواهر صغيرة وبطقوس من الحياة اليومية، ويحوّلها إلى مسرح مرئي يتميّز بخليط خفيف من السوداوية والسعادة.